UTV - البصرة

 

البصرة واحدة من ست مدن ساحلية في العالم مهددة بالغرق بحلول عام 2030 طبقا لتنبؤات دراسة علمية حديثة أجرتها منظمة “المناخ المركزي” الأميركية، وأيدها باحثون في مركز علوم البحار.

وقال د. عبد الحسين جعفر معاون مدير عام مركز علوم البحار في البصرة لـUTV إن “ما ورد في الدراسة نتفق معه، وهذا ناجم عن ما يسببه الوقود الأحفوري المتمثل بالنفط والغاز والفحم”.

وأضاف جعفر أن “الوقود الأحفوري يؤدي إلى تغير مناخي وزيادة احترار الكرة الأرضية، وبالتالي زيادة ذوبان الجليد التي تقود إلى ارتفاع مناسيب البحار، ما يؤدي إلى غرق العديد من المدن المنخفضة مثل الإسكندرية في مصر والبصرة فضلا عن مدن أخرى”.

لكن متخصصين آخرين قللوا من خطر غرق البصرة، واستندوا بذلك إلى قراءاتهم لارتفاع مستوى سطح البحر الذي لن يزيد على خمسة سنتيمترات خلال السنوات العشر المقبلة، وهو رقم لا يضع المدينة في دائرة الخطر إذا ما أضيف إلى الارتفاع الحالي.

وقال د. علي باسم رئيس قسم الفيزياء البحرية لـUTV إن “آخر قراءة لنا لمتوسط زيادة ارتفاع سطح البحر في محطة كاسر الأمواج سجلت مترين وأربعين سنتيمترا سنويا”.

وأوضح باسم أنه “بحسب رصد لوكالة ناسا، يرتفع متوسط سطح البحر أربعة مليمترات سنويا، وبالتالي فإن الزيادة التي ستحصل في السنوات العشر المقبلة هي خمسة سنتيمترات، وعند إضافتها إلى مترين وأربعين سنتيمترا يصبح الارتفاع الكلي مترين وخمسة وأربعين سنتيمترا”، لافتا إلى أن “خمسة سنتيمترات في عشر سنوات لا تسبب فيضانا، وحتى إذا مددنا الحساب إلى عام 2050 فربما تحصل فيضانات في السواحل فقط في ذلك الحين”.

وفيما ينذر التغير المناخي المستمر بعواقب خطيرة، لا توجد خطط مستقبلية لمواجهة ارتفاع منسوب المياه ومشكلة المناخ المتزايدة، ويوصي باحثون بضرورة تحجيم التلوث فضلا عن إنشاء سد على شط العرب لدرء خطر الفيضانات.

وقال د. نوري عبد النبي مدير مركز علوم البحار لـUTV إنه “لابد من تحجيم التلوث كما أوصينا باستخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح وتقليل مخلفات الوقود، وأيضا تحديد أماكن لتخزين المياه، بالإضافة إلى إقامة سد على شط العرب للقضاء على الملوحة وتقليل الموجات الفيضانية”.

ويقطن البصرة زهاء أربعة ملايين نسمة، وتعد المدينة المصدر الرئيس للنفط والغاز في العراق، وهي مدينة ساحلية تقع على الخليج المعروف بهدوء مياهه وعدم تسجيلها الأعاصير من قبل، والحال ينطبق على شط العرب، النهر الذي يشطرها إلى نصفين.

 

تحرير: سعد قصي