محظوظون، أغنياء، ويمتلكون جاذبية لا تقاوم، هذه هي الصفات التي تقفز إلى الذهن عادة حين يفكر شخص ما بأحد الفنانين، لكن حينما يتعلق الأمر بالذكاء والتحصيل الدراسي، تبدأ عملية التشكيك والانتقاص. إذ يُفترض أن ينجح النجوم بفضل موهبتهم وليس مستواهم العلمي، لذا ليس غريبا أن نجد نجما حاصلا على الأوسكار مثل ليوناردو دي كابريو وعلى ذلك فإن حظه من التعليم لم يتخط الشهادة الثانوية.
وهو ما يتندر به النجوم أنفسهم أحيانا، فعلى سبيل المثال، من مصر أعلن الممثل أحمد حلمي مرارا عن فشله في الحصول على الثانوية العامة بمجموع جيد من أول مرة، بل استمرت محاولاته طوال 3 سنوات إلى أن نجح بالكاد، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
ومن هوليود، لا يمكننا تناسي حفل الأوسكار الذي قدمته الإعلامية إيلين دي جينيريس عام 2014 وافتتاحيتها الأيقونية حينذاك، التي تعلق جزء منها بالنجوم الذين لم يحصلوا على شهادات جامعية، وعلى رأسهم جاءت الممثلة إيمي آدامز التي ترشحت حتى الآن إلى 6 جوائز أوسكار و7 جوائز بافتا بريطانية و9 جوائز غولدن غلوب فازت باثنتين منهما.
لكل ما سبق، قد تدهشكم القائمة التالية، إذ تتضمن مجموعة من مشاهير هوليود الذين امتازوا بمستوى ذكاء عال أعلى بكثير من المتوسط، وإن كان ذلك لم يظهر خلال أدوارهم التي قدموها على الشاشة.
أكثر من مجرد وسيم
رغم أن الممثل أشتون كوتشر اعتاد لعب الأدوار الرومانسية أو الكوميدية التي امتازت شخصياتها بمستوى ذكاء متدن، فإنه وفقا لمعدل ذكائه الذي يبلغ 160 يمكن اعتباره أحد أذكى نجوم هوليود. وهو ما يتماهى مع حقيقة التحاقه بجامعة آيوا، بهدف الحصول على شهادة في الهندسة الكيميائية الحيوية، غير أن انخراطه في الحفلات وكونه كسولا سرعان ما نتج عنه طرده، قَبل أن يُختير من قِبَل مكتشفي المواهب ويشق طريقه نحو هوليود.
غريبة أطوار لكن ليست حمقاء
من يصدق أن الممثلة ليزا كودرو الشهيرة بـ”فيبي” من المسلسل الكوميدي المعروف “فريندز” (Friends)، والتي اعتمد دورها بالأساس على أداء شخصية لم تتعلم في المدارس وإنما اكتسبت خبرتها من الحياة في الشوارع، الأمر الذي جعلها دوما تبدو غريبة الأطوار في عيون أصدقائها، هي نفسها على أرض الواقع من نابغات هوليود، إذ وصل معدل ذكائها إلى 154.
حصلت ليزا على شهادة في علم الأحياء من كلية فاسار المرموقة، خاصة أنها أرادت أن تصبح باحثة طبية على أمل تركيز دراستها على مرض “الصداع”، إلا أنها بدلاً من ذلك قررت السعي خلف شغفها والبدء بمجال التمثيل الأكثر إمتاعا، وهو ما يبدو أنه جاء في صالحنا نحن الجمهور.
سؤال يطرح نفسه
جيمس وودز ممثل أميركي قارب من منتصف السبعينيات، ترشح لجائزتي أوسكار وكانت فترة توهجه سينمائيا بالثمانينيات والتسعينيات، لكن هل يمكن أن يكون قد اختار الوظيفة الخطأ؟
الممثل على موهبته وشهرته، يتراوح معدل ذكائه بين 180 و184 وهو رقم هائل بالطبع، ومع معرفة أنه تخرج في أعرق الكليات الأميركية وحصل على شهادة بالعلوم السياسية، نصبح أمام تساؤل يطرح نفسه: ترى ما الذي كان سيحدث إذا انخرط جيمس وودز بعالم السياسة؟ خاصة أنه على الأغلب أكثر عبقرية من العديد من الساسة على الساحة.
لعنة العبقرية
لأن لكل عملة وجهين، كان لا بد من الإشارة لتجربة الممثلة البريطانية كيت بيكنسيل التي وصفت ذكاءها بالعائق في حياتها المهنية، موضحة أنها خضعت للاختبار في طفولتها وحصلت على 152 درجة، أي أقل من آينشتاين بـ8 درجات فقط، علما بأن 130 درجة هي أعلى معدل ذكاء مرتفع.
وهي المنحة التي تحولت مع الوقت إلى محنة، فما من طبيب أو شخص صادفها إلا وأخبرها أنها كانت لتصبح أكثر سعادة إذا ما كانت أقل ذكاء بنسبة 30% على الأقل. فذكاؤها لم يؤثر على مسيرتها المهنية فحسب وموافقتها على الأعمال التي تُعرض عليها، وإنما حياتها العاطفية أيضا في ما يتعلق سواء باختيار من يمكنها الارتباط بهم أو الوقوع بحبهم، وحتى بقدرتها على السماح، كونها شخصا يصعب -مع ما تحمله من ذكاء- التلاعب به.
أذكى من ستيفن هوكينغ
“مستر بين” شخصية فنية محبوبة من الكبار والصغار، فهو رجل بريطاني يقع بالكثير من المواقف اليومية الكوميدية وغير المتوقعة بسبب تصرفاته الطفولية ومستوى ذكائه المحدود للغاية، والأهم طريقة تفاعله الغريبة مع الأشخاص والأحداث التي يمر بها في حياته.
وقد نجحت الشخصية فنيا، للدرجة التي دفعت صناعها إلى استثمار نجاحها خلال الدراما التلفزيونية كمسلسلات قصيرة وأخرى طويلة وكذلك السينما والرسوم المتحركة. هذه الشخصية لعبها وابتكرها الممثل البريطاني روان أتكينسون، والطريف أن فكرتها راودته أثناء دراسته الماجستير في جامعة أكسفورد.
ما لا يعرفه الكثيرون عن أتكينسون أنه حاصل على درجتين في الهندسة الكهربائية، بل إنه صاحب واحد من أعلى معدلات الذكاء في هوليود بأكملها، والذي وصل إلى 178 متفوقا على ستيفن هوكينغ، أحد أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون على مستوى العالم، والذي قدمت سيرته الذاتية خلال فيلم “نظرية كل شيء” (The Theory Of Everything) في 2014 وفاز عنه بطله إيدي ريدماين بأوسكار أفضل ممثل بدور رئيسي.