مع بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري فوجئ مشتركو نتفليكس بالإعلان عن العديد من الأعمال الفنية التي ستتخلى عنها منصة البث بحلول نهاية عام 2021 بعد انتهاء حقوق عرضها، من بينها مسلسلات شهيرة طالما كان لها عشاقها.

وعلى رأس تلك الأعمال جاء “الأصدقاء” أو “فريندز” (Friends)، و”الهروب من السجن” أو “بريزن بريك” (Prison Break) و”عائلة عصرية” أو “مودرن فاميلي” (Modern Family)، و”فتاة جديدة” أو “نيو غيرل” (New girl)، و”كيف قابلت أمكم” أو “هاو آي مت يور مذر” (How I Met Your Mother).

 

وقوبلت تلك الخطوة بغضب واستهجان من الجمهور في الوطن العربي، خاصة بسبب رحيل “الأصدقاء”، المسلسل الأقرب لقلوب الآلاف؛ بل على الأغلب الملايين، ليبدأ محبوه بالتهديد بإلغاء اشتراكاتهم على نتفليكس من جهة والبحث عن منصة أخرى ستوفره أو الإعلان عن اللجوء إلى المواقع المقرصنة المنافسة التي توفر كل تلك الأعمال دون مقابل مادي من جهة أخرى.

مفاجأة مزدوجة

استمر الوضع محتدما عدة أيام، فيما زادت حدته على المجموعات المغلقة الخاصة بالمسلسل عبر منصات التواصل، قبل أن يفاجأ الجميع مؤخرا بمنشور عبر الحساب الرسمي عل فيسبوك لمنصة نتفليكس في الشرق الأوسط، تعلن فيه أن مسلسل “الأصدقاء” على وجه التحديد سيظل متاحا للعرض في منطقة الشرق الأوسط ولن يرحل مثل بقية الأعمال الأخرى التي سبق الإعلان عنها.

وهو ما قُدّم بطريقة مبتكرة وكوميدية جدا تتناسب مع عشاق العمل، إذ استغلت المنصة قصة رحيل “ريتشل” إلى باريس والتي جرت في الحلقة قبل الأخيرة من الموسم العاشر للمسلسل، وكيف حاول “روس” ثنيها عن ذلك بسبب عشقه لها، ومن ثمّ تم إسقاطه على الموقف الحالي بذكاء وخفة ظل.

وبعد ذلك بدأت الاحتفالات وتنفس متابعو المسلسل في الشرق الأوسط الصعداء، فيما استمر سكان بعض الدول الأخرى في اجترار الأحزان لأن العمل لن يستمر بالعرض لديهم، إذ خسرت نتفليكس حقوق عرض المسلسل في بلدان كثيرة من بينها تركيا واليونان وليتوانيا وهولندا وكوريا الجنوبية.

هل كانت خدعة؟

لاحقا، تساءل البعض؛ تُرى هل تأثرت نتفليكس بالضغط عليها عبر منصات التواصل أو خشيت من خسارة الجمهور العربي الذي هدد بالرحيل لمنصة “إتش بي أو ماكس” (HBO Max) التي حازت على حقوق عرض مسلسل “الأصدقاء” فور وصول خدماتها إلى الوطن العربي؟

في حين وصف آخرون موقف نتفليكس بالمخادع، معتقدين أن المنصة لم تكن ستوقف عرض المسلسل في الشرق الأوسط من الأساس، لكنها تظاهرت بذلك لما تعلمه عن أهميته وقيمته المعنوية بالنسبة للجمهور العربي، إذ سرعان ما سيصبح الأمر حديث الساعة عبر منصات التواصل فإذا باسم نتفليكس يتصدر “الترافيك” وتصبح القصة “ترند” لن يلبث أن يعود على المنصة بالعديد من المشتركين الجدد، خاصة بعد أن يتم الإعلان عن التراجع عن حذف المسلسل لصالح رغبة الجمهور.

 

خدعة كل عام

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب بها الإعلان عن رحيل مسلسل “الأصدقاء” من المنصة بإحداث جلبة يتبعها التراجع عن التنفيذ. ففي نهاية 2018، أُعلن عن مغادرة العمل للمنصة مع حلول يناير/كانون الثاني 2019، غير أن ردود أفعال الجمهور وتهديداتهم بإلغاء الاشتراكات بذلك الحين نتج عنها شراء حقوق العرض لعام آخر وهو ما كلَّف نتفليكس وقتها 100 مليون دولار.

 

ومع أن المسلسل بداية من الأول من يناير/كانون الثاني 2020، لم يعد متاحا للعرض في العديد من الدول بالفعل، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، فإنه استمر موجودا في الوطن العربي، وهي التجربة التي عليها أن تدفع متابعي المسلسل في الشرق الأوسط للبدء بالبحث عن حل آخر عوضا عن نتفليكس إذا ما أرادوا الاستمرار بمشاهدة العمل أو الاحتفاظ بنسخة دائمة منه، إذ يبدو أن العمل لن يصبح متوفرا عاجلا أو آجلا.