من جديد، عاد داود محمد إلى دكانه في محلة الجامع الكبير، أيمن الموصل، بعد أن حظي بمساعدة من إحدى الفرق التطوعية بإعادة تأهيله، عقب تعرضه إلى دمار نتيجة الحرب.
ويقول محمد، لـUTV، إن “الكوادر الحكومية لم تزرنا يوما ما، ولكن المنظمات والفرق التطوعية عملت، مشكورة، على إعمار المحال التجارية وإعادة الحياة إلى الشوارع التجارية”.
وبعد انتهاء العمليات العسكرية، ضد تنظيم داعش الإرهابي، خسرت الموصل أكثر من 12 ألف وحدة سكنية، وخلفت آلاف العاطلين عن العمل، ما دفع شبان المدينة إلى تشكيل فرق تطوعية استطاعت إعادة الحياة إلى بعض هذه الأحياء، وفتح أبواب رزق جديدة لمن يعانون من ضيق ذات اليد.
وقال محمد مسعود، مسؤول فريق “خلوها أجمل” التطوعي، لـUTV، إنه “بعد تحرير الموصل بالكامل، صار من واجبنا إعادة الحياة إلى أحيائها، فأطلقنا مشروعا سميناه (أبواب رزق)، بالتعاون مع منظمات دولية، وعملنا على إعادة تأهيل المحال التجارية في أسواق المدينة”.
ولم تتوقف الفرق التطوعية عند هذا الحد، بل كان لها دور بارز في إعادة الموصل إلى الواجهة، من خلال افتتاح عديد من الصالونات الثقافية، أبرزها “رصيف الكتب” الذي فاز كأفضل عمل تطوعي في الوطن العربي عام 2019.
وقال الناشط المدني، أحمد وليد، لـUTV، إن “رصيف الكتب انطلق من بين الدمار والخراب، وكان له نشاط ثقافي وحيوي في المدينة”.
وأضاف وليد “على الرغم من أن المشروع ولد حديثا وبلا أي دعم، إلا أنه حصد جائزة الأمير محمد بن فهد للأعمال التطوعية لعامين على التوالي”.
وبينما تحتفي دول العالم بإحياء ذكرى اليوم العالمي للتطوع وما تقدمه من جهود تطوعية إنسانية، تحتفي الموصل بهذه الأعمال التي أعادت جزءا كبيرا من الحياة إلى المدينة المدمرة وسط غياب رسمي للاحتفاء بما قدمه هؤلاء الشباب المتطوعون.