بين أحلامهم بدخول دول الاتحاد الأوروبي، والخشية من إعادتهم إلى بلادهم، ما زالت أزمة المهاجرين العالقين عند الحدود، بين بيلاروسيا وبولندا، تنذر بأزمة إنسانية كبيرة.
وتتكشف فصول مأساوية يوما بعد يوم، مع اشتداد قساوة المناخ، والانخفاض المتزايد في درجات الحرارة.
وبحسب منظمات إغاثية، فإن ما لا يقل عن عشرة أشخاص لقوا حتفهم في المنطقة جراء الأحوال الجوية السيئة وصعوبة التنقل.
ونقلت السلطات البيلاروسية بعض المهاجرين من مخيماتهم البدائية وسط الغابة قرب الحدود، للإقامة في مخازن ومستودعات بمنطقة بروزجي، لكنهم يشكون من نقص كبير في الغذاء والملابس والخدمات الطبية.
وتقول مهاجرة عراقية اسمها بارزا إن “الطقس ما يزال باردا داخل المبنى، وكل من بداخله يتلقون وجبة واحدة فقط.. يقدمون لنا الغداء كل يوم وهو عبارة عن شيء مثل الأرز ولكنه ليس أرزا، ولم نتناول أي شيء على العشاء، أما وجبة الإفطار فتقتصر على كوب من الشاي.. هذا كل شيء، وهكذا الحال كل يوم”.
وفي المستودع وخارجه ثمة قصص يرويها مهاجرون عن تجربتهم الصعبة، والأصعب قصص ذويهم الذين يحاولون الوصول إليهم ومساعدتهم من دون جدوى.
ويقول آرات بالاني، وهو لاجئ عراقي في بريطانيا، “حاولت أن أحضر عائلتي إلى المملكة المتحدة بعدة طرق، لم أفلح بذلك، ابنتي كانت في مخيم مغلق، وبقية أبنائي في الغابة قرب الحدود البولندية، إنهم يشكون من المعاملة السيئة على يد الشرطة البيلاروسية، حتى أنهم سمحوا للكلاب بالهجوم عليهم، عض الكلب كتف ابنتي وأصيبت بجروح جراء ذلك”.
وبددت الغابات المتجمدة على طول الحدود أحلام المهاجرين، من دون طعام أو مأوى أو رعاية طبية، وعاد أكثر من 450 منهم على متن طائرة خصصتها الحكومة العراقية.