صدر كتاب جديد في بريطانيا يروى قصة اختباء العبقري ألبرت آينشتاين، في كوخ خشبي تحت حراسة في مكان ناء بإنجلترا بعد فراره من هتلر وحتى هروبه إلى الولايات المتحدة.
ووجد آينشتاين ملاذا آمنا لمدة ثلاثة أسابيع في كابينة خشبية في روغتون هيث، بالقرب من كرومر بمقاطعة نورفولك شرقي إنجلترا، في عام 1933 بعد فراره من النازيين، بسبب مطاردتهم لليهود.
وكان آينشتاين خلال هذه المدة ضيفا على أوليفر لوكر-لامبسو، العسكري السابق في البحرية البريطانية إبان الحرب العالمية الأولى وعضو البرلمان فيما بعد.
وقال الكاتب ستيوارت مكلارين، الذي كشف تفاصيل العلاقة بين الرجلين في كتابه الجديد (إنقاذ آينشتاين:عندما أخفت نورفولك عبقريا- الحياة المزدوجة لأوليفر لوكر لامبسون)، إن آينشتاين “كان قد أصبح لاجئا”.
وأضاف مكلارين أنه في عام 1933، “وصل هتلر إلى السلطة في ألمانيا، وهي البلد التي ولد فيها آينشتاين”.
وأوضح مؤلف الكتاب الذي تحدث أيضا عن الحياة المزدوجة لأوليفر لوكر لامبسون، أن آينشتاين كونه كان يهوديا ومثقفا ومعاديا جدا للنازية، أصبح العدو الأول للجمهورية الألمانية في ظل حكم هتلر.
لذلك فإن العيش في ألمانيا كان “أمرا خطيرا جدا عليه ( آينشتاين)، فكان عليه أن يجد مكانا آخر”.
وبالفعل حصل آينشتاين على الملاذ الآمن لدى النائب المحافظ غريب الأطوار لوكر-لامبسو، الذي مثل عددا من الدوائر الانتخابية في إنجلترا خلال مسيرة سياسية طويلة وكان لعائلته منزل صيفي كبير في كرومر.
ومع ذلك، يُعتقد أنه كان أمرا خطيرا لعالم الفيزياء الشهير أن يظل في المنزل المطل على البحر بعد فراره من بلجيكا، عقب تلقيه تهديدات بالقتل.
لذلك فإن آينشتاين اختبأ في كوخ خشبي صغير في مخيم بمنطقة صحية قريبة، ونظرا لوجود مكافأة مالية في ألمانيا لمن يقتله، فقد كان يحرسه مواطنون محليون مسلحون ببنادق بسيطة.
واصل آينشتاين العمل في هذا الكوخ وزاره هناك الفنان التشكيلي جاكوب إبستين، لنحت تمثاله النصفي الشهير.
أثناء بحثه في كتابه، اكتشف ماكلارين أن آينشتاين حصل على العديد من مظاهر الرفاهية في المخبأ.
وقال: “إنه حتى كان لديه بيانو مثبت في أحد الأكواخ وأعطوه ألة كمان ليعزف عليها”.
“لقد أحضروا له خادما وطباخا لإعداد وتجهيز الطعام، فضلا عن وجود غرامافون لتشغيل اسطوانات الموسيقى، وكان هناك قطيع من الماعز لتزويده بحليب الماعز، الذي فضله آينشتاين على حليب البقر.”
وبعد إقامته في المعسكر السري، اتجه العالم الكبير الحائز على جائزة نوبل عام 1921، إلى الولايات المتحدة حيث طلب اللجوء وعاش هناك لبقية حياته.
في عام 2005، تم كشف النقاب عن لوحة تذكارية زرقاء في القرية للاحتفال بإجازة آينشتاين في نورفولك، وكانت الذكرى الوحيدة لزائر غير متوقع.