انخفضت أسعار النفط إلى ما دون 79 دولارا للبرميل – إذ هددت زيادة جديدة في حالات كوفيد-19 في أوروبا بإبطاء وتيرة الانتعاش الاقتصادي.

يأتي ذلك في وقت يدرس فيه المستثمرون احتمالات تحرك اقتصادات العالم الكبرى للسحب من مخزوناتها الإستراتيجية من الخام لتهدئة أسعار الطاقة.

 

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 2.44 دولار أو 3% لتصل إلى 78.80 دولارا للبرميل بحلول الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش، في أدنى مستوى منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد ارتفاعها في وقت سابق إلى 82.24 دولارا لتواصل تقلبات شهدتها أمس الخميس.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر/كانون الأول 2.30 دولار أو 2.9% لتصل إلى 76.11 دولارا للبرميل. ويتجه الخامان إلى أسبوع رابع من التراجع.

 

وأصبحت النمسا أول دولة في أوروبا الغربية تعيد فرض إجراءات العزل العام بالكامل لمكافحة فيروس كورونا هذا الخريف، في ظل موجة جديدة من الإصابات في جميع أنحاء المنطقة هددت بإبطاء الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته الأشهر الماضية.

وصعد خام برنت نحو 60% هذا العام مع تعافي الاقتصادات من الجائحة، في حين زادت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها -المعروفون باسم “أوبك بلس” (+Opec)- الإنتاج تدريجيا.

وتبحث حكومات بعض أكبر الاقتصادات في العالم السحب من احتياطيات النفط الإستراتيجية، بناء على طلب من الولايات المتحدة في خطوة منسقة لتهدئة الأسعار.

وكانت آخر مرة قادت فيها الولايات المتحدة سحبا منسقا من مخزونات النفط الإستراتيجية عام 2011، عندما تعطلت الإمدادات الليبية بسبب اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -أمس الخميس- إن فريق الرئيس بايدن للأمن القومي في نقاشات متواصلة مع الشركاء لتلبية الطلب على الوقود.

لكن خبراء قالوا إن تأثير السحب من المخزونات على الأسعار سيكون محدودا، من حيث المدى الزمني والحجم.

 

وجاء الطلب الأميركي من كبار المستهلكين، بعدما رفض تحالف أوبك بلس دعوة بايدن لزيادة ضخ الخام في الأسواق التي تعاني شحا في الإمدادات في وقت يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا.
ويعتمد تحالف أوبك بلس منذ مايو/أيار 2020 قيودا غير مسبوقة على الإنتاج، جرى تخفيفها جزئيا، فيما اعتبره كبار المستهلكين غير كافٍ، محذرين من تأثير هذه القيود على النمو العالمي.

الصين

في الأثناء، حذر صندوق النقد الدولي -اليوم الجمعة- من أن زخم النمو الاقتصادي في الصين يتباطأ مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن جائحة كورونا والسحب المبكر لبرامج الدعم المالي.

وقال الصندوق -في بيان عقب انتهاء جولة مناقشات في الصين ضمن مشاورات المادة الرابعة- واصل الاقتصاد الصيني انتعاشه، لكن الزخم يتباطأ جراء الانسحاب السريع لدعم السياسات والتأخر في انتعاش الاستهلاك وسط التفشي المتكرر لكوفيد-19 وتدابير الإغلاق.