UTV - بغداد

طالبت أمهات عدد من شهداء الاحتجاجات والمغيبين، اليوم الخميس، الحكومة العراقية باتخاذ إجراء يتيح للعراقيين اللجوء إلى المحكمة الدولية لمقاضاة من يهددون أمنهم وحياتهم.

وقالت الأمهات اللواتي تجمعن ضمن وقفة في ساحة التحرير وسط بغداد “جئنا من كل بقعة في أرجاء بلدنا، نحمل دماء أبنائنا وبناتنا، نحمل صورهم وأسماءهم وما تركوا فينا من حزن ولوعة لنقول إننا لن نستسلم ولن نساوم على حساب الحقيقة والعدالة”.

وورد حديث النساء المتجمعات تحت مسمى “أمهات ساحة التحرير” في بيان صاغته منظمة إنهاء الإفلات من العقاب في العراق وقرأته إحدى الأمهات أثناء الوقفة.

وقال البيان “لن نسمح بأن تمضي الجرائم الفظيعة التي حصدت أرواح فلذات أكبادنا من دون عقاب صارم يمحو كل أثر لهذه الحقبة السوداء التي أخذت منا أعز ما نملك، ولم تمنحنا سوى العذاب والخراب والخوف والموت والفساد”.

وتابع البيان “إننا هنا اليوم بضعة من آلاف الأمهات اللواتي فقدن قرة عيونهن من كردستان الوطن إلى جنوبه، من أمهات شهداء تشرين وضحايا الاغتيالات والخطف والتغييب في محافظات الوسط والجنوب، إلى أمهات الشهداء والمغيبين قسرا وضحايا المقابر الجماعية في الموصل والأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى، وصولا إلى ذوي ضحايا الانتهاكات والاغتيالات وسجناء الرأي من صحفيين وناشطين ومحتجين في إقليم كردستان”.

وأشار إلى أن “ما يجمعنا هو أننا جميعا ضحايا هذا النظام المجرم والفاسد، وما يوحدنا هو مطلب القصاص والحساب من القتلة والمنتهكين وإنهاء الإفلات من العقاب، الآن وإلى الأبد”.

وأضاف البيان “أننا أمهات وعائلات الضحايا، ندعو أعضاء البرلمان العراقي الجدد إلى تشريع قانون يقر حقوق الشهداء والمغيبين ويحمي عائلاتهم من الابتزاز والمساومات والتسييس، ويعترف بالجرائم والانتهاكات التي ارتكبت ضدهم، ويحسم قضايا سجناء الرأي بما يتوافق مع القانون والدستور، ويوفر غطاء تشريعيا وقانونيا لملاحقة المذنبين والقصاص منهم وفق القانون”.

وورد في البيان “نحمل السلطتين التنفيذية والقضائية وجهاز الادعاء العام مسؤولية تحقيق العدالة القانونية للضحايا وإنهاء الإفلات من العقاب”.

وجاء فيه “حتى لا تتكرر المآسي على أمهات أخريات، ومن أجل ردع المجرمين والقتلة وتسلط سلاح الأحزاب والميليشيات ومنتهكي القانون على أرواح الناس، نطالب الحكومة العراقية بالإسراع بالتوقيع على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وضم العراق رسميا إلى مظلة هذه المحكمة ليتسنى للعراقيين اللجوء إلى المحاكم الدولية ومقاضاة أي سلطة أو قوة غاشمة تهدد حياتهم وأمنهم ومستقبلهم”.