يحتفل العراق في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام بيوم تأسيس بغداد، وتقيم الأمانة العامة للعاصمة ومنظمات المجتمع المدني العراقي فعاليات متنوعة كل عام بهذه المناسبة. بنى العباسيون بغداد عاصمة لملكهم، وهي اليوم عاصمة العراق وكبرى مدنه، وثانية أكبر المدن العربية، غزاها المغول والصفويون والإنجليز والأميركيون.
واحتفى عراقيون عبر منصات التواصل الاجتماعي بذكرى تأسيس بغداد، وعدّوها مهد العلم والحضارة التي ينعم بها العالم اليوم.
مدينة عريقة
تقع مدينة بغداد وسط العراق على نهر دجلة، عند خط العرض 33 وخط الطول 44، وتتوسط مدن العراق الرئيسة شمالا وجنوبا، وتبلغ مساحتها نحو 660 كيلومترا مربعا، ويقسمها نهر دجلة إلى جزأين: “الكرخ” في الجزء الغربي و”الرصافة” في الجزء الشرقي.
وتُعدّ بغداد واحدة من أكبر وأعرق مدن المنطقة، ويعود تاريخ إنشائها إلى عهد أبي جعفر المنصور -ثاني الخلفاء العباسيين- عام 145 للهجرة، وقد اتخذها عاصمة للدولة العباسية، واختار تشييدها على موقع قرية كانت تعرف باسم بغداد منذ أيام حمورابي في القرن الـ18 قبل الميلاد، وسماها “مدينة السلام” غير أن الناس كانوا يسمونها في الغالب “مدينة المنصور”.
ولبغداد القديمة أسماء عدة منها “الزوراء”، و”المدينة المدورة”، وسبب تسميتها بـ”المدورة” هو حرص المنصور على بنائها على شكل دائري، وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، لأن معظم المدن الإسلامية في ذلك الوقت كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضوية كصنعاء.
وفي ظل العباسيين أصبح لبغداد مكانة مرموقة، فغدت من أهم مراكز العلم والثقافة في العالم وملتقى للعلماء والدارسين على مرّ قرون خلت. وكانت عرضة لكثير من الغزوات الخارجية والتقلبات الداخلية طوال القرون الماضية، فقد طمعت بها مختلف القوى الحاكمة لتمتعها بالعديد من المزايا التي تمنح من يسيطر عليها تحكما كبيرا في شؤون المناطق المجاورة وسياستها.
زاخرة بالمعالم التاريخية
تزخر مدينة بغداد بكثير من المعالم التاريخية والحضارية، من أهمها: بقايا سور بغداد ودار الخلافة والمدرسة المستنصرية ومقر المعتصم ومسجده الشهير والقصر العباسي وجامع المنصور وجامع المهدي وجامع الرصافة والمدرسة الشرابية والمدرسة السلجوقية والمساجد الإسلامية القديمة والقصور الأثرية. وقصص ألف ليلة وليلة تشهد على أمجاد هذه المدينة التي صنفت أغنى مدينة في العالم، فقد كانت مقصدًا حيويًّا للسفن القادمة من الصين والهند وشرق أفريقيا.
وفيها عدد من المقامات الدينية التي يقصدها الزوار، من أهمها: مقاما الإمامين موسى الكاظم، ومحمد الجواد في الكاظمية من بغداد، ومقام أبي حنيفة النعمان وتلميذه أبي يوسف، ومقام ومرقد عبد القادر الجيلاني، ومقام عمر بن حفص السهروردي.
ومن أشهر مساجدها مسجد الشهيد المبني على الطراز الأندلسي وهو من أحدث مساجدها، ومسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في حي الأعظمية المسمى باسمه، ومسجد الشيخ معروف الكرخي، ومسجد الخلفاء العباسيين المعروف قديما بجامع القصر أو جامع الخليفة، وجامع الحيدر خانة وهو من أتقن جوامع بغداد صنعة وإحكاما.
ويوجد في المدينة متحف تعرض فيه الآثار المختلفة من جواهر وعملات وهياكل بشرية وتماثيل من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن الـ17 الميلادي.