بالرغم من كل التغيرات التي حدثت في العالم، والتي أثرت بصورة هائلة على مزاج البشر ورغباتهم، وإيقاع الحياة السريع الذي غلف الكوكب بالكامل، فإن أيام الخريف تبقى من أكثر الأيام رقة، بما تحمله من نسمات لطيفة وأجواء لا تحمل حرارة الصيف الخانقة، ولا برودة الشتاء الشديدة.

وارتبط الخريف في أذهاننا بالمشروبات الدافئة، ومشاهدة الأفلام من على الأرائك الوثيرة.

 

فإذا كنت من محبي الخريف، إليك بعض الأفلام التي تناسب المزاج الخريفي الرائق، سواء كنت تبحث عن الحب أو الضحك أو شيء ما يمتع جميع أفراد العائلة.

مجتمع الشعراء الموتى

هناك شيء خريفي بالفطرة حول العودة إلى المدرسة. يدور فيلم “مجتمع الشعراء الموتى” (Dead poets society) بالكامل داخل المدرسة والفصل الدراسي في موسم العودة إلى المدارس، إنها بداية العام الدراسي لمجموعة من الطلاب في مدرسة داخلية للبنين فقط في خمسينيات القرن الماضي بولاية فيرمونت الأميركية، ذلك الوقت الذي يعود بنا إلى الطفولة، والدفاتر الجديدة، والأقلام الملونة، والرهبة التي لا تذهب في بداية كل عام.

ليس فقط بداية الدراسة هي ما تجعل الفيلم مناسبا لأجواء الخريف، لكن مدرس اللغة الإنجليزية “السيد كيتنغ” الذي يقوم بدوره الممثل روبين ويليامز، الذي يشجع الأولاد على دراسة الشعر الذي نادرا ما يكون موضوعا محببا بين الطلاب. يدفع المعلم الأولاد إلى التفكير في قيمة الحياة والبحث عن معنى للعيش. تلك الأفكار التي غالبا ما تداهمنا في ليالي الخريف الهادئة.

السيد فوكس الرائع

يدور فيلم “السيد فوكس الرائع” (Fantastic Mr. Fox) حول شخصية السيد فوكس، وهو ثعلب ذكي يعيش مع زوجته وثعالبه الأربعة الصغار في مزرعة. يسرق الطعام من أصحاب المزرعة كل ليلة لإطعام أطفاله.

ويحاول المزارعون القبض على السيد فوكس بعدما سئموا من خداعه لهم. يهرب الثعلب وأسرته في حفرة عميقة، وفي الوقت نفسه يحاصر أصحاب المزرعة الحفرة، فتبقى عائلة الثعالب بلا طعام. يفكر السيد فوكس في حفر نفق تحت الأرض ليصل إلى الطعام الموجود داخل منازل المزارعين.

ما يجعل الفيلم مناسبا لأجواء الخريف، هو القصة اللطيفة المحببة، والأجواء اللطيفة لمنزل الثعالب، ورعاية الثعالب الصغيرة، والحفلات التي تقام للأصدقاء من الحيوانات، مما يؤجج رغبة المشاهد في الانغماس داخل هذه الأجواء الحميمية والخيالية في الوقت نفسه.

وليست القصة فقط، لكن صوت جورج كلوني وميريل ستريب المحبب، بالإضافة إلى بالتة الألوان الخريفية التي اختارها المخرج ويس أندرسون للفيلم، والتي تجعله اختيارا ممتعا لكل أفراد الأسرة.

غود وِل هانتنغ

يعتبر فيلم (Good will hunting) أول عمل يضع مات ديمون وبن أفليك على بداية النجومية. تدور هذه الحكاية ذات الأجواء الخريفية، حول الشاب ويل هانتنغ ويقوم بدوره مات ديمون، والذي يعمل كحارس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لكنه يمتلك موهبة استثنائية في الرياضيات. يكتشف البروفيسور غيرالد لامبو “ستيلان سكارسغارد” موهبته، ويقرر مساعدته للتعرف على إمكاناته الحقيقية، بالإضافة لتلقي بعض العلاج النفسي لتفكيك بعض مشاكل طفولته ومراهقته.

يتنقل هانتنغ بين عدة معالجين نفسيين، ولا يتفاعل معهم، حتى يصل به البروفيسور لامبو إلى الدكتور شون ماغواير الذي يقوم بدوره روبين ويليامز، الذي يتلاقى مع الشاب في نقاط عديدة، ويبدأ في محاولة دفعه لتجربة الحياة الحقيقة دون خوف من الفشل.

وما يجعل الفيلم مناسبا للأجواء الخريفية هو قصته المشحونة بالعاطفة، بالإضافة إلى الأجواء الدراسية التي اعتدنا أن تذكرنا دائما ببدايات فصل الخريف.

الخريف في نيويورك

إذا كنت بحاجة إلى بعض الدموع، يمكنك مشاهدة فيلم “الخريف في نيويورك” (Autumn in New York) الذي تدور أحداثه في فصل الخريف، ويقوم ببطولته ريتشارد جير، ووينونا رايدر. يأخذ الفيلم طابعا رومانسيا، حيث يدور حول قصة حب بين “كين” الذي يقوم بدوره ريتشارد جير، وهو صاحب مطعم سيئ السمعة، متعدد العلاقات يكره الالتزام، والفتاة شارلوت “وينونا رايدر” التي هي في نصف عمره وتتوق إلى تجربة الإثارة وقصص الحب.

ينغمس كين في الحكاية متوقعا قصة رومانسية سريعة وسهلة تنتهي بسرعة، لكن بدلا من ذلك يجد كين نفسه في علاقة تحطم تصوراته المسبقة عن المرأة والمسؤولية، ليفكر أنه ربما قابل حبه الحقيقي الدائم الذي يمكن أن يدوم إلى الأبد.

الحب بكل تناقضاته، الجميلة والمدمرة والمخيفة والصعبة، هو جوهر الحكاية التي تستمر طوال فصل الخريف في مدينة نيويورك، ليعيد المشاهد اكتشاف مدينة نيويورك الصاخبة بكل ضجيجها، كمدينة تصلح للحب والرومانسية.

أخرجوا السكاكين

على طريقة قصص أغاثا كريستي، يدور الفيلم “أخرجوا السكاكين” (Knives out) حول محقق يحقق في جريمة قتل رب عائلة كبيرة وغنية، بعد أن دعا الجميع للاحتفال بعيد ميلاده الـ85. أغلقت الشرطة القضية باعتبارها انتحارا، لكن شخصا ما قرر تعيين محقق خاص ليجري تحقيقا جديدا.

 

تدفع الحبكة المثيرة المشاهد ليكون جزءا من العائلة محاولا حل اللغز معهم، خاصة إذا كانت المشاهدة الأولى للفيلم.

الأجواء المثيرة للفيلم، بالإضافة إلى المشاهد المصورة في القصر الواسع بطرازه القديم الممتلئ بالمتاهات، تجعل الفيلم مناسبا للأجواء الخريفية.