بغداد- “يو تي في ديجتال”

بعد انقطاع لأكثر من عام بسبب انتشار مرض كورونا، “هاهي تاتو تنهض معاودة صدورها، لتسهم بتوثيق هذا المرض واثره على البشرية”.

إذن هي عودة المطبوع الثقافي العراقي المتميز، عودة بسبب غياب فرضه وباء كورونا وعبر نصوص ومقالات عن تأثيره.

ويشرح محرر المحرر الثقافي، الناقد والصحافي علاء المفرجي لـ “يو تي في” كل هذه الظروف التي رافقت صدور المطبوع (ضمن ملاحق صحيفة المدى) بقوله “كانت الفكرة أن يكون ملحقاً ثقافياً يصدر عن القسم الثقافي. بدأنا الإعداد له وانضم إلينا الزميل نزار عبد الستار الذي كان يعمل سكرتيراً للتحرير لنباشر بإصدار عدد تجريبي. وكان العدد بلا اسم، عدا عن كونه (ملحقاً) ثقافياً، حيث تمّ عرضه على رئيس التحرير ورئيس المؤسسة، فتحمس له كثيراً واقترح أن يكون مطبوعاً مستقلاً (كجريدة) على أمل في استمرار نجاحه أن يتحول الى مجلة ثقافية”.

“تاتو” الاسم والفكرة؟

ويضيف المفرجي في حديثه “كنا بين اسمين للجريدة غير تقليديي، فكان( حبر) و (تاتو) فاخترنا تاتو، من جهة مطابقة الاسم على موضوعات الجريدة التي بدورها غلبت عليها سمة (المشاكسة) والتحرر من أي تابو أو محرم.. فاتفقنا أن تكون تاتو إذن”.

و”للأمانة” يشرح المفرجي “منذ أكثر من 10 أعوام وأنا في ادارة الجريدة لم يفرض رئيس المؤسسة فخري كريم أي موضوع، بل لم يتدخل باي قضية تخص تحرير الجريدة، أمام الأصوات المعترضة على طبيعة موضوعاتها أو على اسمها من قبل زملائنا.. وتباينت هذه الأصوات بين أفكار محافظة تجنح الى مطبوع ينأى بنا عن أي مشكل أو (دوخة راس)، أو تلك التي وجدت في جسارة المطبوع تعبيراً عن مغامرة طائشة.. وما زلت بعد كل هذه المدة أتذكر جيداً ما قاله رئيس التحرير: إنها (مغامرة وهما من سيتحمل مسؤوليتها وتوابعها) واستلمنا هذا الكلام على إنه إشارة خضراء في أن نخوض المغامرة”.

رغم “العقول الملثمة”!

ارتكزت (تاتو) على هذه (المغامرة) واستمرت عشرة أعوام حتى الآن لمطبوع ثقافي إستمر على خصوصيته. وهنا يقارن المفرجي “باستثناء مجلة الاقلام لم يستمر مطبوع ثقافي بشكل متواصل سوى (تاتو) حيث أدخلنا أول مرّة في المطبوع العراقي فكرة صناعة الغلاف وقد شهدت أعداد العامين الأولين تجسيداً لهذه الفكرة التي كانت واحدة من العناصر التي صنعت مجد تاتو ونجاحها وأيضاً في جانب أبوابها التي لم يعتدها قارئ المطبوعات الثقافية الذي كان أسيراً لموضوعات (الأدب والفن) فبدأنا بموضوعات مركونة، ثقافة الجسد، الزينة، المكان، فنون صناعة الطعام، الأزياء وهو ما كانت تفتقده مطبوعاتنا الثقافية”.

كان صدور تاتو عام 2009 هو التحدي الأهم، ذلك إنه تزامن مع “الحملات السيئة الصيت لتقييد  الحريات التي مارسها أصحاب العقول الملثّمة والتي كادت أن تودي بتراث مديني ثر، لطالما كان مصدر فخر، فقد كانت تاتو هي المنبر الثقافي الوحيد الى جانب الشقيقة الأم (المدى) طبعاً، اللتان استطاعتا التبشير بالتحرر ومواجهة هذه الحملة المتخلفة. وخلال هذه الفترة من الزمن واجهنا بصدر رحب وإصرار على الاستمرار الأصوات التي استهجنت خطاب تاتو الخارج عن المألوف والمختلفوالتي سرعان ما ماقتنعت بهذا الخطاب” يوضح المفرجي.

تعود تاتو بعد توقف استمر ما يقرب من العام، بسبب جائحة كورونا، والاجراءات المتخذة والتي شملت قرار منع التجول لاكثر من شهر، مما اضطر ادارة الجريدة الى ايقافها مؤقتا حتى انجلاء الموقف بشأن ذلك.. و”ما يفرحني هو هذا الاستقبال من قبل القراء والمثقفين في العراق لتاتو بعد غياب سنة” ينهي المفرجي حديثه لـ “يو تي في ديجتال”.