في عام 1896 صدر فيلم “منزل الشيطان” (The House of the Devil)، أول فيلم رعب على الإطلاق، وهو العمل الذي لم يتخطَّ زمنه 3 دقائق وانتمى للسينما الصامتة. ومنذ ذلك الحين عكف صُنّاع السينما على البحث عن ثيمات وأفكار مثالية لبث الخوف في أوصال المشاهدين.

البعض فعل ذلك اعتمادا على زيادة جرعة التشويق، آخرون اعتمدوا على نثر الأشلاء والدماء، وهناك من فضلوا السرد الدرامي التصاعدي المثير للأعصاب. أما العلماء فكان لهم قياساتهم الخاصة، إذ اعتمدوا على قياس معدل ضربات قلب المتفرجين خلال المشاهدة من أجل تحديد أي الأفلام أكثر إثارة للهلع.

.

لذا، فإننا اليوم لن نرشح لكم قائمة بأفلام الرعب الأشهر أو الأحدث، وإنما سنشارك معكم مجموعة أفلام صُنفت على أنها الأكثر إخافة وفقا لدراسة بعنوان “علم التخويف” (The Science of Scare) شهدت 50 مشاركا خضعوا لـ120 ساعة من الرعب المخيف والمتواصل، بعد أن وُصِّلوا بأجهزة لمراقبة معدل ضربات القلب وتحديد النسبة المئوية لمستوى خوف كل مشارك.

الأكثر إخافة على الإطلاق

رغم أن فيلم “الشرير” (Sinister) لم يصدر إلا في عام 2012، فإنه رغم ذلك نجح باحتلال المرتبة الأولى حسب عدة دراسات علمية أجريت بأعوام مختلفة كأكثر فيلم مخيف على الإطلاق، إذ بلغ معدل ضربات قلب المشاهدين 86 نبضة في الدقيقة أثناء المشاهدة مقارنة بمعدل 65 نبضة أثناء الراحة، فيما وصل المعدل إلى 131 نبضة خلال اللحظات الأشد رعبا بالفيلم.

في أجواء تشبه تحفة ستيفن كينغ “البريق” (The Shining) تدور أحداث الفيلم الذي يلعب بطولته إيثان هوك، وفيه يؤدي دور كاتب مهووس بالجرائم التي حدثت بالفعل، مما يجعله يقرر الانتقال برفقة زوجته وأطفاله إلى منزل سبق أن ارتكب به جريمة قتل دامية قبل سنوات، كونه يُجري عنه أبحاثا من أجل الكتابة على أمل تكرار نجاح كتابه الأول.

وهناك، تنتظرهم مفاجأة لا يتوقعونها، بعدها تبدأ الأسرة بالتعرض لمواقف مخيفة لا يعرفون لها تفسيرا وهو ما يُغيّر مسار حياتهم جميعا للأبد، حين تبدأ سلسلة جديدة من الجرائم في الحدوث، الأمر الذي يضطر الكاتب لمحاولة حل اللغز ومعرفة القاتل.

حبكة جذابة ونهاية مدهشة

ليس غريبا أن يشغل الجزء الأول من سلسلة أفلام “إنسيديوس” (Insidious) المرتبة الثانية بهذه القائمة، خاصة إذا عرفتم أن مخرجه هو جيمس وان الذي أخرج الجزء الأول من سلسلة “سو” (Saw) والجزء الأول والثاني من سلسلة أفلام “ذا كونجورنغ” (The Conjuring).

وإن كان ما ميز فيلم (Insidious) عن الأفلام الأخرى، أنه لم يعتمد فقط على الدماء واللقطات المخيفة، وإنما بُني على حبكة متماسكة وقوية جمعت بين الغموض والخيال العلمي والتوتر الكلاسيكي المعروف، ليتحول الفيلم إلى وجبة دسمة ومغرية لمحبي الرعب الحديث.

فالفيلم يتمحور حول زوجين ينتقلان إلى منزل جديد، وهناك يدخل ابنهما في غيبوبة بشكل غامض ومثير للتساؤلات، وهو ما يتزامن مع سلسلة من الأحداث الخارقة للطبيعة والمرعبة يتبعها التواء بالحبكة -ما يعرف بالـ”بلوت تويست”- سيدهشك.

 

حدث بالفعل

ليس هناك ما هو أكثر رعبا من قصة حدثت بالفعل. بالمرتبة الثالثة يتربع المخرج جيمس وان مرة أخرى، من خلال الجزء الأول لسلسلة “الشعوذة” (The Conjuring) هذه المرة. وهو العمل الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، فمن جهة بلغ تقييمه على موقع (IMDb) الفني 7.5 نقاط، ومن جهة أخرى بلغت إيراداته ما يقارب من 320 مليون دولار فيما لم تتجاوز ميزانيته 20 مليونا، هكذا تحمس صُنَّاعه لتقديم جزأين آخرين، آخرهما كان هذا العام.

العمل مناسب سواء لمحبي الرعب المقتبس عن أحداث حقيقية أو الرعب الخارق للطبيعة، القصة أبطالها أسرة يجد أفرادها أنفسهم في مواجهة مع كيان شيطاني مجهول، وحين يعجزون عن التصدي له لا يصبح أمامهما مفر من البحث عن مساعدة متخصصة.

وتلجأ الأسرة لزوجين يحظيان بشهرة عالمية في مواجهة الظواهر الخارقة، لكن ما لم يحسب حسابه أحد أن يكون هناك رعب أكبر في انتظارهم جميعا.. فهل سينجحون في مقاومته أو ينتصر الواقع على الخيال؟

مأساة عائلية وتمثيل استثنائي

“وراثي” (Hereditary) فيلم لا ينصح به للآباء والأمهات، فالعمل أقرب ما يكون إلى الواقع، خاصة أنه يبدأ بدراما اجتماعية طبيعية تتشابه مع يجري بالكثير من العائلات، قبل أن تتخذ الأحداث منحى مرعبا وغرائبيا بعض الشيء، مما يجعل عدم التماهي مع ما يحدث على الشاشة أمرا شبه مستحيل.

فالحبكة تدور حول أسرة عادية جدا تعيش حياتها اليومية بصعوباتها ومواقفها البسيطة المعتادة، قبل أن تحدث حادثة ما تتسبب بصدمة للجميع، أبطالا وجمهورا.

بعدها تبدأ الأسرار الغامضة التي تحيط بتاريخ الأسرة في الانكشاف واحدا تلو الآخر، فنكتشف معهم إرثا مخيفا ومصيريا كُتب على أفراد هذه العائلة، وهو ما ينتج عنه سلسلة من الكوارث الدموية الرهيبة.

ولعل ما ميز هذا العمل عن غيره من أفلام الرعب التي تناولت حبكات مشابهة، هو تمثيل الأبطال الذي جاء قويا ومعبرا كما يليق بعمل درامي له ثقله وليس مجرد فيلم رعب تجاري يبحث صُنّاعه عن الإيرادات والنجاح السريع.