من جديد يعود المزارع محمد صهيب ليجني محصول الفستق الحلبي من بستانه في منطقة حاوي الكنيسة أيمن الموصل، الذي كان يضم أكثر من 700 شجرة مثمرة أكلت نيران الحرب الأخيرة نحو نصفها.
ويقول صهيب لـUTV إن “إنتاج الفستق يحتاج دعما من وزارة الزراعة على مستوى مكائن الحصاد والأسمدة والمبيدات، فظروف البلد تسببت بهلاك كثير من الأشجار”.
وحتى عام 2014 كانت نينوى تمتلك نحو أربعة آلاف شجرة فستق تتوزع في مناطق حاوي الكنيسة وسد الموصل وسنجار، بحسب دائرة الإحصاء الزراعي، إلا أن ويلات الحرب وزحف الأبنية السكنية على البساتين أدت إلى تقلص أعدادها إلى ما دون النصف.
وقال د. إياد هاني، التدريسي في كلية الزراعة في الموصل، لـUTV إن “هناك أسبابا كثيرة أدت إلى تقلص المساحات المزروعة بأشجار الفستق، فأراضي هذه البساتين تحولت إلى أحياء سكنية بسبب ارتفاع أثمانها، وبالتالي لم يعوض ذلك بإنشاء بساتين حديثة في الوقت الحالي”.
وأضاف هاني “لكي نحاول تعويض هذه المساحات الزراعية، يجب الاهتمام بإعادة البساتين المتهالكة المندثرة وإنشاء بساتين جديدة وفق تقنيات حديثة”.
وأسهم مناخ الموصل المعتدل والمقارب لأجواء تركيا وسوريا وإيران، في إنجاح تجربة زراعة الفستق الحلبي، وهي زراعة تزدهر في دول الجوار وتحقق عائدات تصدير عالية لارتفاع ثمن المحصول، إذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه نحو سبعة دولارات.
وعلى الرغم من توافر البيئة الملائمة لزراعة الفستق الحلبي إلا أن تشجيع الفلاحين على زيادة أعداد أشجاره وإنقاذ ما تبقى منها لا يزال ضعيفا، حتى أن دائرة الزراعة محت الفستق من جداول الإنتاج.