UTV-فن

تجرع علي الطه وجع الفقد ومرارة النزوح بسبب الحرب في سوريا، فاضطر الرجل البالغ من العمر 58 عاما للفرار من مدينته تدمر بعد أن فقد أبناءه الأربعة وأصيب هو نفسه في ساقه نتيجة المعارك، ولجأ علي إلى مدينة الباب بضواحي حلب الشمالية.

وعكف على العمل في ورشة على مدى عشرة أشهر، فكانت ثمرة جهده عبارة عن نموذج بطول 12 مترا وعرض ثلاثة أمتار لمدينة تدمر التاريخية، المدرجة بقائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لكن معظم معالمها تعرضت للتدمير.

تصور المنحوتة المصنوعة من الجبس أشهر المعالم الأثرية بالمدينة مثل معبد الجرس وقوس النصر ومدرج تدمر.

يقول محمد؛ قريب علي الطه: “هو يقول إنه تعلم هذه الصنعة وورثها عن والده عن طريق الممارسة، وترميم الآثار يلي كان يقوم به.. نمت فيه الموهبة وبدأ بعمله الخاص”.

ونُصب العمل الفني في مركز مجتمعي يسمى “منتدى تدمر” أسسه كي يسمح للزوار بمشاهدة النموذج. وكان الدافع الرئيسي وراء هذا الجهد هو الشعور بالخوف من أن تضيع تفاصيل المدينة التاريخية ويطويها النسيان.

 

وكرّس علي، الذي يعاني من ضعف السمع والنطق، حياته للدراسات الأثرية والتاريخية في تدمر حيث كان والده وجده من علماء الآثار.

لا يخفي علي حنينه، وما زال يتمسك بالأمل ويحلم بالعودة في يوم من الأيام إلى تدمر للمساهمة في ترميمها.

يقول قريبه محمد معبرا عن أفكار علي وتطلعاته: “حلمه أن يحيي من جديد الآثار يلي تدمرت.. هو يقول إنه أمضى عمره وحياته بالآثار، تعلمها و حابب يحييها من جديد”.

من جانبه يقول أحمد مثقال المدير السابق للمركز الثقافي في تدمر: “هذه وثيقة توثق أدق تفاصيل المدينة بالأبعاد وبالرسومات وبكل شي، فهذا عمل جيد للأجيال القادمة ويعطينا صورة مصغرة ومجسمة لمدينة تدمر”.