يرفض أنس أحمد ذو الواحد والعشرين عاما، الذهاب إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بصوته لأول مرة يحق له فيها التصويت، أسوة بكثير من شباب الناصرية الذين شاركوا في الاحتجاجات.
أنس المنتمي مؤخرا إلى البيت الوطني العراقي، أحد الأحزاب المنبثقة عن احتجاجات تشرين، يتحدث داخل أحد مقاهي الناصرية عن مبررات قرار مقاطعة الانتخابات.
ويقول أنس “لا أستطيع المشاركة في الانتخابات أو التعبير عن رأيي والمسدس الكاتم فوق رأسي.. كذلك لابد من ضبط المال السياسي الذي يشتري الأصوات والذمم”.
وفي ذي قار، عاصمة احتجاجات الجنوب، يخوض المرشحون حملاتهم الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ففي شوارع الناصرية تختفي لافتاتهم وترتفع صور شهداء تشرين.
ويقول حيدر جعفر، خريج كلية التمريض، إن “الثقة منعدمة بين الشباب المحتج وبين المرشحين، فحتى المرشحين الجدد يُحسبون أنهم داخل بودقة واحدة مع القدماء”.
ومع أنه متخرج من كلية التمريض، يعمل حيدر موزعا لمنتجات التجميل على المتاجر في انتظار وظيفة حكومية، وكان قد أدلى بصوته في الانتخابات السابقة لكنه قرر مقاطعة الانتخابات المقبلة.
ويقول إن “ما يدفعني إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات هو عدم الجدية في تطبيق قانون الأحزاب، وكذلك عدم جدية الحكومة في توفير الحماية للمرشحين والناخبين”.
وفي المقابل، يؤيد كثير من شباب ذي قار التصويت، على أمل فوز مستقلين بالانتخابات قد يشكلون نواة لمعارضة حقيقية، ويسهمون في مكافحة الفساد وتغيير واقع مدينة يعيش كثير من سكانها في حالة فقر شديد وانعدام للخدمات، على الرغم من كونها عاصمة العراق القديم ومهد الحضارات والآثار ومحط أنظار العالم واهتمامه.