على الرغم من حداثة عمر متحف البصرة الحضاري، فإنه يعد من أبرز المتاحف العراقية نظرا لما يضمه من قطع أثرية نفيسة تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.
وعثر على مقتنيات المتحف خلال التنقيبات الأثرية في المحافظة إلى جانب قطع مهربة تم استردادها بما فيها تلك التي استولى عليها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال قحطان العبيد، مدير مفتشية آثار وتراث البصرة، لـUTV، إن “عددا نموذجيا تم انتخابه من كل قصة لكي نصل إلى قصة متكاملة في داخل المتحف الذي يحتوي أيضا على كنز ثمين من المسكوكات لمختلف الفترات الإسلامية وكذلك العثمانية”.
ويحتوي المتحف على 4 قاعات عرض رئيسة، السومرية والبصرية والبابلية والآشورية، وقد تبرعت السفارة الفرنسية في بغداد لإنشاء مركز لصيانة المخطوطات والكتب، كما تبرعت السفارة الألمانية ببناء قاعة للمؤتمرات.
ولكي لا تنسى الأجيال هذا التراث، يقترح باحثون تنظيم زيارات مستمرة للتعريف بالشعوب التي سكنت العراق وبنت حضاراته.
وقالت نوال جويد، الباحثة في التراث، لـUTV، إن “من الخطأ تسويق البصرة للعالم على أنها مدينة للنفط فقط، فالبصرة من أقدم المدن التراثية، وأنا من أكثر المشجعين على حضور العوائل مع أطفالها للاطلاع على مقتنيات المتحف”.
ولربط الأطفال بتراث بلادهم، دشن المتحف القاعة التعليمية، وتزامنا مع حفل الافتتاح، أطلقت التشكيلية خنساء الديراوي ورشة لتعليم صغار السن الكتابة المسمارية، فضلا عن تقديم شرح مبسط لهم عن عصور فجر الحضارة وبداية التدوين.
وقالت الديراوي، لـUTV إن “الدورة تتضمن تعليم الأطفال كل ما يتعلق بالتراث والرموز الحضارية وكذلك صناعة المصغرات والرقم الطينية وتعليمهم الكتابة المسمارية بشكل مبسط بالإضافة إلى فقرات تنمي مواهبهم”.
ويقع المتحف في قصر البحيرة، وهو واحد من 4 قصور لرئيس النظام السابق صدام حسين، واُنشئ بأموال التبرعات التي حصلت عليها جمعية أصدقاء متحف البصرة البريطانية.