مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، عادت العشائر إلى الواجهة لتشعل التنافس الانتخابي كما في كل مرة، فأغلب العشائر في واسط تمتلك مرشحا خاصا أو تثقف لواجهات سياسية معينة.
ويسهل الولاء للقبيلة والتضامن معها في قرية ما على المرشح كسب آلاف الأصوات عن طريق الحصول على ثقة شيخ العشيرة بوعود لا يختلف إيقاعها عن الحملات الانتخابية السابقة كالهدايا أو الخدمات المناطقية.
ويقول محسن عبد علي التميمي، شيخ إحدى عشائر بني تميم، لـUTV، إن “المرشح يعد شيخ العشيرة بهدية رخيصة كأن تكون سيارة أو قطعة سلاح، فيقيم الشيخ وليمة يدعو إليها أبناء عشيرته للترويج للمرشح وتوصيتهم بانتخابه، وحتى تكاليف الوليمة يتحملها المرشح وليس الشيخ”.
وعلى الرغم من أن قانون الدوائر الانتخابية المتعددة قد حجّم قليلا من دور العشائر، فإن عدد القبيلة الواحدة الذي يصل إلى عشرات الآلاف يمكن أن ينقسم بين الدوائر ويفقد فاعليته في ظل القانون الجديد.
ويدعو مراقبون للشأن السياسي، شيوخ العشائر، إلى فحص البرنامج الانتخابي لكل مرشح قبل حث أبناء عشيرتهم على التصويت له.
ويقول الناشط المدني يحيى ناصر حسين، لـUTV، إن “على الناخبين تتبع تاريخ المرشح وتاريخ حزبه وما الذي يمكن أن يقدمه، وليس السير فقط وراء توجيهات شيخ العشيرة”.
وتنظم مئات العشائر في العراق مجتمعاتها بشكل هرمي، فالفرد فيها لا يتجزأ عن الكل، وهذا ما جعل بعض الأحزاب تنشئ فروعا لها في القرى والأرياف.
كما تحمل بعض لافتات المرشحين جملة تفيد بأنه الممثل الوحيد للقبيلة الفلانية، سعيا منه لكسب ثقة الناخبين المنتمين إلى العشيرة نفسها، فالعشائر مثل كل مرة قد تؤثر في عدد من المناطق على شكل الخريطة البرلمانية.