ذكر علي عبد الأمير علاوي وزير المالية، أن ألمانيا تنتج كهرباء أكثر من ضعفي كهرباء العراق عبر استثمار الطاقة الشمسية المتوافرة بشكل أفضل في المناطق العراقية مقارنة بالألمانية.
وقال علاوي في مقال نشرته صحيفة الـ”غارديان” البريطانية إن “أسوأ المواقع الشمسية المحتملة في العراق تحصل على ما يصل إلى 60% من الطاقة المباشرة من الشمس”، مبينا أن “هذه النسبة هي أعلى من أفضل المواقع في ألمانيا، ولكن مع ذلك، فإن محطات الطاقة الشمسية التي بنتها ألمانيا حتى الآن توفر ضعفين ونصف الضعف من الطاقة الكهربائية لجميع محطات النفط والغاز والطاقة الكهرومائية العاملة في العراق مجتمعة”.
وأضاف علاوي أن “العراق يستطيع لعب دور مهم من خلال الاستفادة من الإمكانات الهائلة لإنتاج وتوفير الطاقة النظيفة، حيث يشكل إنتاج النفط والغاز ما يصل إلى 40% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحرق المستمر للغاز الطبيعي في آبار النفط، الأمر الذي يحتم علينا الالتزام بالحد من حرق الغاز واستثماره”، مشيرا إلى أن “زيادة كفاءة الطاقة ستكون لها فوائد أخرى أيضا، وهذا يعني أننا لن نحتاج إلى إنفاق مبالغ هائلة لزيادة المستوى العام لتوفير الكهرباء”.
وأوضح وزير المالية أن “عجز العراق عن توفير ما يكفي من الكهرباء لتلبية الطلب كلّف البلاد ما يقرب من 120 مليار دولار على مدى السنوات السبع الماضية”، لافتا إلى أن “زيادة كفاءة الطاقة ستسمح بخلق فرص عمل في مجالات مثل بناء وصيانة المباني الخضر الموفرة للطاقة، حيث أظهر تقرير لوكالة الطاقة الدولية نشر مؤخرا أنه مقابل كل مليون دولار يُستثمر في كفاءة الطاقة، يتم خلق ما يصل إلى 30 فرصة عمل، وأن هذا الأمر بالغ الأهمية في بلد مثل العراق، والذي يشهد زيادات سكانية كبيرة ستكون بحاجة الى فرص عمل في المستقبل”.
وتابع علاوي أن “التقديرات تشير إلى أن معدلات الفقر في العراق تضاعفت في عام 2020، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى انخفاض إيرادات العراق من النفط، حيث انخفضت الأسعار عالميا بسبب انهيار الطلب الناجم عن الوباء”، مبينا أنه “لا يمكننا أن نسمح لسبل عيش ملايين العائلات أن تستمر في أن تمليها تقلبات سوق النفط التي لا يمكن التنبؤ بها”.
ومضى بالقول “ليتمكن العراق من التوجه نحو الطاقة النظيفة فهو بحاجة إلى الموارد المالية والخبرة والسياسات التي من شأنها تحويل اقتصاده بطريقة منصفة وميسرة التكلفة، وهذا يتطلب دعما دوليا، وبخلاف ذلك، فإن التوجه نحو صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر سيكون بحلول عام 2050 حلما بعيد المنال”.