UTV - بغداد

قالت السلطات البيلاروسية إن المهاجرين العراقيين، الذين تم طردهم قسريا من ليتوانيا وإعادتهم إلى بيلاروسيا، كانوا مصابين بجروح من بينها عضات كلاب، وتعين نقلهم إلى المستشفى.

وتعكس هذه التصريحات جزءا من حجم المأساة التي يعيشها العراقيون المهاجرون إلى ليتوانيا، إحدى دول الاتحاد الأوروبي، عبر بيلاروسيا التي تمنح تأشيرات دخول سهلة للعراقيين.

ومنذ بضعة أشهر، بدأت موجات من المهاجرين العراقيين بالسفر جوا وبشكل شرعي إلى بيلاروسيا، ومن ثم عبور الحدود نحو ليتوانيا طلبا للجوء.

واتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا باستخدام المهاجرين “سلاحا” ردا على العقوبات التي فرضها الاتحاد بحقها، بعد تحويل مسار طائرة ركاب لاعتقال صحفي منشق كان على متنها.

وعندما بدأت ليتوانيا بإعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا، شرعت الأخيرة بإغلاق الحدود أمامهم، فعلقوا بين البلدين في ظروف سيئة للغاية.

وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لعدد من هؤلاء المهاجرين، وهم “يحرقون ملابسهم” طلبا للدفء، كما قال أحدهم.

ويظهر الفيديو شبانا يقولون إنهم عالقون بين بيلاروسيا وليتوانيا اللتين ترفضان استقبالهم، وأن ظروفهم سيئة تحت المطر والبرد.

وبحسب مينسك، فإن السلطات الليتوانية تقوم أحيانا بإعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا، ما دفع حرس الحدود البيلاروسي إلى الإعلان، الجمعة، أنه “قام بتشديد الرقابة على طول حدود البلاد مع ليتوانيا لمنع السلطات الليتوانية من إعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا”.

وأصدر أليكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا، أوامر لأجهزة الدفاع والأمن “بإغلاق كل متر من الحدود” كي لا يتمكن أي مهاجر قادم من ليتوانيا من العودة إلى بيلاروسيا.

وقال لوكاشينكو خلال اجتماع مع مسؤولي الدفاع والأمن “إذا حدث معاذ الله وشرعوا في تنفيذ سياسة إبعاد الأشخاص الذين وجهوا لهم دعوات، عبر المعابر الحدودية الرسمية.. بدءا من اليوم، لا ينبغي لأي شخص أن تطأ قدمه أراضي بيلاروسيا من الجانب الآخر، سواء كان ذلك من الجنوب أو من الغرب”.

ونشر التلفزيون البيلاروسي الرسمي صورة لحرس الحدود يقفون في صف لإغلاق الحدود، بينما يجلس مهاجر مع طفل عند أقدامهم.

تعليق السفر

وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية إن وزيرها فؤاد حسين، تلقى اتصالات عدة من جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي، وغابريليوس لاندسبيرغيس وزير خارجية ليتوانيا، وإدغار رينكيفيتش وزير خارجية لاتفيا، بشأن موضوع الهجرة.

وفي ظل هذه التطورات، أعلنت سلطة الطيران المدني العراقي تعليق الرحلات إلى بيلاروسيا، والسماح برحلات تغادر العراق من دون مسافرين لإجلاء العراقيين العالقين هناك.

وقالت لجنة الحدود البيلاروسية الرسمية في بيان إن “حرس الحدود استخدم جميع الوسائل اللازمة لمنع العبور غير القانوني للحدود في ضوء الوضع الحالي الذي يعيد بموجبه الجانب الليتواني المواطنين الأجانب الذين يسعون إلى الحصول على حق اللجوء في الاتحاد الأوروبي، إلى الحدود”.

وأضافت اللجنة أنها “أنشأت مجموعات تكتيكية متحركة للقيام بدوريات بطول الحدود لمنع ليتوانيا من إعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا”.

ودولة ليتوانيا التي يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، ليس لديها أي حواجز مادية على حدودها البالغ طولها 679 كيلومترا مع بيلاروسيا.

وعبر أكثر من 4100 مهاجر معظمهم من العراق من بيلاروسيا إلى ليتوانيا خلال العام الحالي.

بولندا أيضا

من جانبها، اتهمت السلطات البولندية هي الأخرى بيلاروسيا بإرسال أعداد متزايدة من المهاجرين إلى بولندا، على غرار ما تفعل مع ليتوانيا.

واتهم ماسيج فاسيك، نائب وزير الداخلية البولندي، بيلاروسيا باستخدام المهاجرين كـ”سلاح حي” في “حرب هجينة”.

وقال فاسيك لوسائل إعلام محلية إن السلطات ترى أن هذه خطوة انتقامية بسبب مساعدة العداءة الأولمبية البيلاروسية، كريستسينا تسيمانوسكايا، في الوصول إلى بولندا في وقت سابق من هذا الأسبوع، حتى لا تتعرض لأعمال انتقامية محتملة في وطنها بعد نزاع مع مدربيها في أولمبياد طوكيو.

وقال إن بولندا شهدت قدوم مهاجرين أقل من ليتوانيا لأن حدودها تخضع لحراسة أفضل، ولكن “خلال الأيام الأخيرة، أمكن مشاهدة زيادة في الأعداد”.

والأربعاء، أمر الرئيس البيلاروسي بفتح تحقيق في وفاة عراقي على الحدود مع ليتوانيا، وسط توترات سياسية ومتعلقة بالهجرة بين البلدين.

وعثر حرس الحدود البيلاروسي، الأربعاء، على عراقي قُتل بقسوة في ميدينينكاي، الحدودية مع ليتوانيا.

ونقلت قناة تلغرام “بول بيرفوغو”، غير الرسمية أنه “مات أمام حرس الحدود” البيلاروسيين.

وأضاف المصدر “تم إبلاغ الرئيس على الفور بالمقتل الصادم للعراقي العائد من ليتوانيا”.