UTV – بغداد

تعمل 4 كلاب مدربة تدريبا “فائقا”، في سنجار، على اكتشاف العبوات الناسفة التي لم تنفجر، بعدما زرعها عناصر تنظيم “داعش الإرهابي”، لكي يتمكن أهالي المنطقة من العودة إلى ديارهم، وفق تقرير حول الموضوع لصحيفة الغارديان البريطانية.

وفي تلعفر والمناطق القريبة منها، يعمل فريق كلاب “الكشف الفائق” الذي تديره منظمة بريطانية باحترافية شديدة في الكشف عن تلك المتفجرات.

ويضم فريق المجموعة الاستشارية للألغام (MAG) 4 كلاب بينها “برانكو” و”أكس-لانغ”، ومدرباهما الأيزيديان نايف خلف (35 عاما) وفيان خضر خلف (26 عاما).

ويعمل الفريق ضمن برنامج متطور للكشف عن الألغام تم تبنيه حديثا لتطهير تلعفر من المتفجرات التي زرعها التنظيم الإرهابي في البلدات والقرى في تلك المنطقة من سنجار مع هزيمته في 2017.

وتسارعت جهود إزالة هذه المتفجرات بفضل هذا الفريق من الكلاب البلجيكية والألمانية المدربة ليس فقط على شم المتفجرات، ولكن أيضا على التقاط روائح المطاط والمعادن والبطاريات، وهذا الأمر مهم في العراق حيث يتم تصنيع المتفجرات في كثير من الأحيان من الأدوات المنزلية مثل الأواني والغلايات.

ترفيه بعد الدوام
ويبدأ دوام الكلاب في الساعة الخامسة صباحا، حتى تتمكن من الانتهاء من المهمة قبل أن تكون الشمس مرتفعة للغاية، ثم تقضي باقي اليوم مع مدربيها للترفيه.
ويعمل فريق الكلاب الجديد (هناك اثنان آخران في طريقهما إلى العراق من البوسنة والهرسك) حاليا في منطقة مساحتها ثمانية كيلومترات مربعة.
وعلى عكس الأشخاص المدربين على إزالة الألغام من مسارات محددة، تتنقل هذه الكلاب في جميع الجوانب للبحث عن أي متفجرات مزروعة بشكل عشوائي.
ويشير التقرير إلى أن هذه الكلاب غالبا ما تعثر على عبوات ناسفة يطلق عليها VS500 وهي عبوات زرعها “داعش” وتعتمد على تصميم إيطالي يسمى VS50 لكن حجمها أكبر بنحو 10 أضعاف النسخة الأصلية وتحمل نحو 15 كيلوغراما من المتفجرات.
وتم تدريب الكلب “برانكو” وهو كلب “شيبرد” بلجيكي عمره ثماني سنوات ويتولى تدريبه الأيزيدي، خلف نايف، على الشم بطريقة تجنبه التعرض للأذى، فهو يتوقف إذا ظهرت له رائحة ولا تطأ قدمه اللغم.
ويقول نايف بفخر “أنا أؤمن به وبقدراته. أنا أعرف ماذا يمكنه أن يفعل. إنه صديق لي أكثر من كونه كلبا”.
وتقول فيان، التي تدرب الكلب “أكس- لانغ”، إنها مثل كل فرد في الفريق، دافعهم هو إزالة الألغام حتى تتمكن العائلات من العودة إلى مزارعها.
وتضيف الأيزيدية الشابة، التي فرت مع أسرتها من سنجار بعد اجتياح “داعش” للمنطقة في عام 2014، إن “العلاقة بيني وبين كلبي ليست علاقة إنسان وحيوان. هو صديقي العزيز. إذا كان بإمكاني اصطحابه معي إلى المنزل في عطلة نهاية الأسبوع سأفعل ذلك”.
ويقول المشرف على الفريق، سلام رشو، وهو ضابط صف سابق في البيشمركة إن “هدفنا هو إعادة الناس إلى أرضهم وجعل الناس يزرعون الأرض مرة أخرى”.

آلاف الألغام
ولا يُعرف على وجه التحديد عدد الألغام في العراق. وتقول الصحيفة إن هناك نحو ثلاثة كيلومترات مربعة من الأراضي الملغومة التي لم يتم تطهيرها بعد، والتي يعيش على مقربة منها نحو 8.5 مليون شخص.
وساعدت جهود مجموعة (MAG)، التي تعمل في شمال العراق منذ ثلاثة عقود، في إزالة وتدمير 3540 لغم أرضي ومتفجرات، في الفترة من حزيران 2020 إلى حزيران 2021.
وجاء في تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول جهودها لإزالة الألغام وتدمير الأسلحة التقليدية (CWD) في العالم، الذي صدر في نيسان الماضي، أن العراق حصل على نصيب الأسد من تلك الجهود.
وذكر التقرير أن العراق من بين الدول الـ10 في العالم التي سجلت أكبر عدد من ضحايا الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، في عام 2019، وهذا يرجع في جزء كبير منه إلى الصراعات المستمرة.
وتشير خريطة في التقرير إلى أن العراق حصل على النصيب الأكبر من المخصصات لتدمير الأسلحة التقليدية في المنطقة بنسبة 79.30 في المئة، ثم لبنان 9.80 في المئة، ثم اليمن 7.77 في المئة، لتحتل ليبيا المرتبة الرابعة بنسبة 1.94 في المئة.