تقف البصرة على شفا كارثة تسمم جديدة بسبب تدهور نوعية المياه الواصلة إلى المنازل، مع تمدد اللسان الملحي من البحر إلى شط العرب مجددا، نتيجة انخفاض منسوب المياه العذبة بعد قطع إيران نهر الكارون وقلة الإطلاقات المائية من وسط العراق.
وعلى خلفية ذلك، حذرت مفوضية حقوق الإنسان من مأساة تماثل ما حصل عام 2018 التي أدت إلى تسمم عشرات الآلاف وأشعلت تظاهرات غاضبة أسقطت حكومة حيدر العبادي يومذاك.
وقال أحد أهالي المدينة لـUTV إن “ماء الإسالة مالح إلى درجة أنني لم أستطع غسل وجهي به، بل أنني صرت أتقيأ بسبب هذا الماء”.
ويتهم السكان الحكومة بالتقاعس طوال عقود عن معالجة ملوحة المياه، ودليلهم مشروع ماء البصرة الكبير المتلكئ منذ 11 عاما، على الرغم من أن المشروع كان يفترض أن ينجز في غضون 4 سنوات ويؤمن الماء الصالح بمقدار 40% من حاجة البصرة.
وتحركت الحكومة لتدارك أزمة المد الملحي، واتخذت سلسلة من الحلول التي وصفتها بالآنية بضمنها تشغيل مضختين في مشروع ماء البصرة الكبير بأوامر من رئيس الوزراء، على الرغم من أن المشروع ما زال في عهدة الشركات المنفذة.
وقال أسعد العيداني، محافظ البصرة، في مؤتمر صحفي إن “محطتي ضخ سيتم تشغيلهما لتتغير نسبة الملوحة، وكذلك باشرنا بنصب غطاسات على القناة الإروائية لتغذية قضاءي شط العرب وأبي الخصيب”.
وأضاف العيداني أن “قوات من قيادة عمليات البصرة، وبالتعاون مع عمليات سومر، توجهت لإزالة التجاوزات على قناة البدعة من أجل رفد مشاريع الزبير”، مشيرا إلى أن “هذه حلول آنية”.
وحذر خبراء البيئة من تسمم المياه خلال الأسابيع المقبلة إذا ما استمرت مناسيب شط العرب على حالها، موضحين أن تفاعل الأملاح البحرية مع ملوثات الأنهار العراقية سيكوّن معقدات كيميائية سامّة.
تقرير: سعد قصي